السؤال.. أرجوكم ليس لدي وقت فراغ سوى هذا لطرح فتوى لاسيما أنني أسكن في المغرب. زوجان يعملان في بنك لأنهما لم يجدا بديلا آخر و حالتهما المادية ضعيفة إذ هما مصدر عيش عائلة كبيرة.
ويعيشان في منزل ترجع ملكيته لجد الزوج ترث فيه 6 عائلات و مهدد بالسقوط، حالتهما المادية لا تسمح لهما بشراء منزل آخر. البنك الذي يعملان فيه قرر أن يبيع أسهمه لذا يفكر الزوجان أن يشتريا بعض هذه الأسهم لأنها ستساعدهم على شراء بيت بدون الرجوع إلى القرض، لكـن المشكلة أن هذه الأسهم ستباع عن طريق قرض بفائدة.
و لكن الفائدة ستأخذ من أرباح الأسهم و ليس من رواتب الزوجين. فهل يجوز لهما ذلك لأن هذه الأسهم هي الحل الوحيد لشراء بيت دون الرجوع إلى قـرض قد يدوم سنوات ؟؟؟!! أتمنى الإجابة قبل نهاية هذا الشهر كون الأسهم ستنطلق هذه الأيام و إرسال إجابة عبر البريد الالكتروني الخاص و شكرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان البنك الذي تسأل عن شراء أسهمه يمارس أنشطة محرمة كالربا ونحوه فلا يجوز شراء أسهمه.
جاء في قرار المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي في 1415-1995 : لا يجوز لمسلم شراء أسهم الشركات والمصارف إذا كان في بعض معاملاتها ربا وكان المشتري عالما بذلك.
كما أن الاقتراض بالربا لا يجوز ما لم تلجئ إليه ضرورة معتبرة تبيح ارتكاب المحظور قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {البقرة:278}، وقد بينا حكم الاقتراض بالربا من أجل شراء الأسهم ونحوها في الفتوي رقم: 94670.
وكون فائدة القرض سيأخذها البنك من أرباح الأسهم لا يبيح الإقدام عليه ولا يجعله قرضا مباحا، وأما عن الضرورة فهي أن لا يجدا مسكنا يسكنانه ولو بالأجرة، فما داما يقدران على سكن آمن يفي بحاجتهما فلا ضرورة.
وننبه إلى أن العمل في البنك إن كان بنكا ربويا لا يجوز ، لأنه إعانة لإصحاب الربا على معصيتهم، والله يقول: (وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2].وما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم من أنه لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه. وقال هم سواء. فدل هذا على أن الوعيد على التعامل بالربا لا يقتصر على آكله أو موكله، وإنما يتعدى ذلك إلى من أعان على الربا بوجه من الوجوه كالكتابة أو الشهادة أو نحو ذلك.
والله أعلم.
المصدر: موقع إسلام ويب